تحليل إخبارى: القليل من السياسات ينبثق عن زيارة أوباما

BJT 09:35 15-11-2009
 

طوكيو 14 نوفمبر 2009 (شينخوا) اختتم الرئيس الأمريكى باراك أوباما اليوم (السبت) أول زيارة له لليابان منذ توليه السلطة وقد استغرقت يومين. وبالرغم من أن زيارته خلقت الكثير من النوايا الحسنة وأكدت مجددا على التحالف بين البلدين، إلا ان المحللين يعتقدون انها لم تشهد توقيع اتفاقيات هامة فى الوقت الذى تحاول فيه حكومة الحزب الديمقراطى اليابانى بناء علاقة أكثر مساواة مع واشنطن.

قالت سارة ماكدويل محللة فى مؤسسة ((اى اتش اس جلوبال اناليتيكس)) اليوم "ستكون جولة أوباما متميزة في الخطابة مع اصدار تصريحات سياسية عريضة والتأكيد مجددا على أهمية العلاقات مع اليابان واظهار تصدر المنطقة لاجندة السياسات الخارجية والاجندة السياسية للبيت الأبيض". وأضافت" ولكنها زيارة هامة. عندما يغادر المنطقة الآسيوية، إذا شعرت القارة انه أعرب عن التزام تجاه المنطقة وانه يرغب في مشاركة أكثر شمولا معها، فسيكون هذا بمثابة انقلاب هام للغاية فى العلاقات العامة بالنسبة لواشنطن".

وخلال زيارته لليابان، عقد الرئيس أوباما قمة استمرت 80 دقيقة مع رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما والقى كلمة حول السياسة التى تنتهجها الولايات المتحدة تجاه آسيا.

ويتطلع أوباما، الذى يطلق على نفسه اسم "أول رئيس باسيفيكي"، إلى تدعيم التحالفات القديم وتشمل التحالف مع اليابان الذى يدخل عامه الخمسين خلال شهرين وبناء شراكات جديدة مع دول المنطقة لمواجهة تحديات القرن الحادى والعشرين.

وفي ظل تنامى القلق بين اليابانيين بأن البيت الأبيض يحول محور سياسته الآسيوية من اليابان إلى الصين وخلاف الحكومة اليابانية الجديدة مع واشنطن بشأن قضية نقل القوات الأمريكية، أكد أوباما مجددا تركيز حكومته على العلاقات الأمريكية - اليابانية وقام بتذكير مستمعيه بأن رئيس الوزراء اليابانى كان أول رئيس دولة أجنبى يدعوه إلى البيت الأبيض كما أن أول زيارة خارجية قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون كانت لليابان.

وقال أوباما "إنه خلال نصف قرن، اصبح التحالف أساسا للأمن والرخاء".

ولكن وسائل الإعلام اليابانية ركزت بالاخص على قضية القوات الأمريكية في اوكيناوا حيث من المتوقع أن يظل 8 آلاف جندى هناك بعد عام 2012 على أساس اتفاقية وضع القوات التي وقعتها حكومة الحزب الليبرالى الديمقراطى السابقة وإدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش. وتلقى تلك الاتفاقية معارضة من جانب عدد كبير من افراد الشعب اليابانى وقال الحزب الديمقراطى اليابانى الحاكم انه يرغب فى ان يعاد تقييم هذه الاتفاقية وان يشهد خروج القوات من اوكيناوا أو اليابان.

وقال اوباما انه وهاتوياما اتفقا على التحرك بشكل عاجل من خلال مجموعة عمل مشتركة لتنفيذ الاتفاقية التي توصلت إليها الحكومتان حول إعادة هيكلة القوات الأمريكية فى اوكيناوا. ولكن ماكدويل تشك في ذلك وتعتقد أن القضية لن تبحث بشكل جدى حتى وقت ما من العام المقبل.

 وقالت ماكدويل "اعتقد أن هناك أكثر من إشارة تدعونا لقول إنهم فعلوا شيئا ما وخرجوا باستراتيجية عمل للتعامل مع القضية، ولكننى لا اعتقد ان هذا يمثل تطورا هاما" وأضافت"ان الحكومة اليابانية مازالت تعمل على صياغة سياستها الخاصة حول هذه القضية. ولا اعتقد ان أى شخص يتوقع ان تنبثق زيارة أوباما عن قرار ملموس. انهم سيتعاملون مع القضية العام المقبل".

واثناء زيارتها لآسيا فى فبراير، قالت هيلاري كلينتون إنها تأمل في أن تتطور العلاقات مع الصين بشكل أكبر وأكد اوباما مجددا على هذا الهدف خلال زيارته لليابان.

وقال أوباما فى خطابه المتعلق بالسياسات الآسيوية اليوم "إنه من الاهمية بمكان السعى لتحقيق تعاون عملى مع الصين فى القضايا ذات الاهتمام المشترك لانه لا توجد أية دولة يمكنها التعامل مع تحديات القرن الحادي والعشرين بمفردها"، وأضاف ان الولايات المتحدة لا تسعى لاحتواء الصين وان صعود صين قوية ومزدهرة يمكن أن يصبح مصدرا لقوة مجتمع الأمم.

وترى ماكدويل ذلك على انه اشارة كانت متوقعة من الرئيس الأمريكى. وقالت "إن خطاب أوباما يحدد مناخ المستقبل، ولكننى لا اعتقد أن هناك أية مفاجآت كبيرة".

وفيما يتعلق بموضوع عدم الانتشار النووى، كان أوباما حذرا فى التأكيد على المحادثات السداسية بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والصين واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا والولايات المتحدة.

وعرض الرئيس أن يدعم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إذا عادت للمحادثات السداسية والتزمت بتعهداتها السابقة التي تشمل العودة إلى معاهدة عدم الانتشار النووى والنزع الكامل والمتحقق منه للسلاح النووى فى شبه الجزيرة الكورية.

وقالت ماكدويل "إن الرئيس أوباما يضع الآن المزيد من التأكيد على المحادثات السداسية خاصة بعد أن وافقت واشنطن بشكل أساسى على إجراء محادثات ثنائية. فى وقت سابق من العام الحالى، ذكر أوباما انهم لن يوافقوا على القيام بذلك وان المنتدى الوحيد الذى سيستخدموه هو المفاوضات السداسية. فهو لا يرغب فى أن ينظر له على انه يتفاوض مع دولة مثل كوريا الشمالية (كوريا الديمقراطية)، وهو أمر يراه العديد من الأمريكيين ابتزازا".

وتوقعت ماكدويل أيضا القليل من المفاجآت خلال بقية جولة أوباما الآسيوية التى سيزور خلالها سنغافورة والصين وكوريا الجنوبية، ولكنها قالت إن الجولة ستؤكد على الأولوية الجديدة التى اصبحت تحظى بها المنطقة بالنسبة للبيت الأبيض.