تحليل اخباري: العلاقات الصينية -الامريكية تمضى فى مسار جديد

BJT 11:15 13-11-2009
 

بكين 27 يوليو 2009 (شينخوا) اوشك يوم 27 يوليو على الدخول إلى الذاكرة كيوم بارز في تاريخ العلاقات بين الصين والولايات المتحدة حيث يبدأ الجانبان في هذا اليوم حوارهما الاستيراتيجي والاقتصادي رفيع المستوى في واشنطن.

ويشكل الحوار خطوة هامة نحو بناء علاقات ايجابية وتعاونية وشاملة بين الصين والولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين، وفقا لما تم الاتفاق عليه في لندن بين الرئيس الصيني هو جين تاو والأمريكي باراك اوباما خلال اجتماع عقد في ابريل.

الحوار، الذي يستغرق يومين، وسيشمل الى جانب القضايا الثنائية الموضوعات الاقليمية والعالمية محل الاهتمام المشترك، يعد على نطاق واسع أحد احدث دلائل النمو المطرد للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة رغم تغيير القيادة مؤخرا في البيت الابيض.

وكما ذكر خه يا في نائب وزير الخارجية الصيني خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، فقد شهدت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة مرحلة انتقال سلس وتمتعت بنمو مطرد منذ تولي اوباما السلطة، نتيجة الجهود المنسقة للجانبين.

وعلى عكس اسلافها الذين عادة ما تجاوزوا الصين خلال جولاتهم الخارجية الأولى، فقد زارت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية بكين في فبراير خلال أول جولة خارجية لها. وذكرت عدة مرات خلال جولتها ان واشنطن لا زالت ملتزمة بمواصلة العلاقات "الايجابية" مع الصين.

واستقبل اوباما بعد ذلك ببضعة اسابيع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي في البيت الأبيض، في أول اجتماع رسمي له مع وزير خارجية دولة أخرى.

كانت الاتصالات الأولية المباشرة بين بكين وادارة اوباما تسير بشكل جيد ومهدت الطريق الى المحادثات المباشرة بين هو جين تاو واوباما فى لندن.

وخلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين فى ابريل، اتفق هو جين تاو واوباما على اقامة علاقات "ايجابية تعاونية وشاملة" بين الصين والولايات المتحدة من خلال الجهود المشتركة، لتشهد العلاقات الثنائية مرحلة جديدة.

وأعلنا أيضا انشاء الحوار الاستراتيجى والاقتصادى الصينى -الأمريكى الرفيع المستوى ليحل محل الحوار الاستراتيجى والحوار الاقتصادى السابقين.

وسيشكل الحوار الجديد منبرا مهما لقيام الطرفين بتعميق التفاهم والثقة والتعاون المتبادل.

وسيرأس المسار الاستراتيجى للحوار عضو مجلس الدولة الصينى داى بينغ قوه وهيلارى كلينتون، بينما سيرأس المسار الاقتصادى له نائب رئيس مجلس الدولة وانغ تشى شان مع وزير الخزانة الأمريكى تيموثى غايتنر.

وقال دافيد شامباوف، الخبير الأمريكى فى القضايا الصينية بجامعة جورج واشنطن لصحيفة (( تشاينا يوث ديلى)) إن الآلية، التى تضاف الى أكثر من 60 آلية آخرى، تبرهن على "مؤسسية " الحوار والتعاون بين الصين والولايات المتحدة.

وعلاوة على القمة بين هو جين تاو وأوباما، شهدت الأشهر الستة الماضية أيضا تبادلات مكثفة بين الصين والولايات المتحدة على مستويات أخرى، وتعاون أوثق بصدد عدد واسع من القضايا.

وفى مايو الماضى وحده، قامت ثلاثة وفود من الكونغرس الأمريكى ، بينها وفد بقيادة رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى، بزيارة الصين. وكان وزير الخزانة الامريكى غايتنر موجودا فى البلاد خلال الفترة من 31 مايو الى 2 يونيو.

والتقى داى بينغ قوه مع أوباما فى لاكويلا الايطالية فى أوائل يوليو الجارى نيابة عن هو جين تاو. وفى منتصف يوليو، قام وزير التجارة الأمريكى غارى لوك ووزير الطاقة ستيفن تشو، العضوان الأمريكيان اللذان ينحدران من اصول صينية فى الحكومة الأمريكية، برحلة مشتركة الى الصين.

وقال نائب وزير الخارجية الصيني خه يا في انه منذ تولي أوباما الرئاسة، أرسلت الصين والولايات المتحدة اشارة قوية للعالم من خلال التعاون الوثيق في التعامل مع الأزمة المالية العالمية.

وكذلك أحرزت الدولتان انجازات في التعاون بينهما في مجالات الاقتصاد والتجارة ومكافحة الارهاب وتطبيق القوانين والعلوم والتعليم والثقافة والصحة.

من ناحية أخرى، قامت الدولتان بتوسيع نطاق التعاون الثنائي بينهما ليشمل مزيدا من القضايا متعددة الاطراف.

وكما اشار شامباف فان العلاقات الصينية -الأمريكية "لم تعد ثنائية فقط" بل باتت "اكثر فأكثر تدويلا "

ومنذ بداية عام 2009 قامت الدولتان بالتشاور حول القضايا الدولية والاقليمية الرئيسية مثل المسألة النووية الايرانية والقضية النووية في شبه جزيرة كوريا وامن الطاقة وتغير المناخ.

وتندرج تلك الموضوعات ، بالاضافة الى استئناف المحادثات السداسية حول القضية النووية في شبه جزيرة كوريا، على جدول أعمال الحوار المرتقب

وبالرغم من الخلافات حول بعض القضايا، فمن المتوقع ان تواصل العلاقات الصينية -الامريكية تطورها في النصف الثاني من هذا العام حيث ان زيادة التعاون قد اصبحت توافقا بين الدولتين، حسبما ذكر المراقبون.

وقبل أوباما دعوة الرئيس الصيني هو جين تاو لزيارة الصين في وقت لاحق من هذا العام. ومن المتوقع ان ترقى زيارة الرئيس الامريكي بالعلاقات الثنائية بين البلدين الى مستوى جديد.