تقرير اخبارى: الصين والولايات المتحدة توليان اهتماما كبيرا لاول حوار اقتصادى واستراتيجى بينهما

BJT 11:02 13-11-2009
 

واشنطن 27 يوليو 2009 (شينخوا) اولت الصين والولايات المتحدة اهتماما بالغا لاول حوار استراتيجي واقتصادي بين البلدين على الاطلاق ، والذي بدأ بشكل نشط في العاصمة الامريكية يوم الاثنين.

-- زعيما الصين والولايات المتحدة يعلقان آمالا كبيرة

علق الرئيس الصيني هو جين تاو والرئيس الامريكي باراك أوباما آمالا كبيرة على الحوار المنعقد يومي 27 و 28 يوليو الجارى، والذى يمثل آلية مطورة للحوار الاستراتيجي السابق والحوار الاستراتيجي الاقتصادي نصف السنوى، واللذين بدأا في عامي 2005 و2006 على التوالي.

وبعث الرئيس هو جين تاو برسالة تهنئة الى الحوار الاستراتيجي والاقتصادي ، قرأها في حفل الافتتاح ممثله الخاص، وانغ تشي شان نائب رئيس مجلس الدولة الصيني. ويرأس وانغ وداي بينغ قوه عضو مجلس الدولة، اللذان يقودان الحوار نيابة عن الرئيس الصيني، وفدا كبيرا يضم 150 مسؤولا كبيرا، بينهم 24 مسؤولا بمستوى وزير او اعلى.

وقال الرئيس هو في رسالته ان كلا البلدين يتحملان مسؤوليات مهمة بشأن مجموعة من القضايا الرئيسية المتعلقة بسلام البشرية وتنميتها، مضيفا انه في مواجهة الوضع الاقتصادي والسياسي الدولي المعقد والمتغير، يجب على الصين والولايات المتحدة ان توسعا الأساس المشترك بينهما وتقللا الخلافات وتعززا الثقة المتبادلة وتقويا التعاون من خلال الحوار الاستراتيجي والاقتصادي.

وألقى الرئيس أوباما خطابا في حفل افتتاح الحوار بنفسه، حيث علق على سلسلة من القضايا شملت الازمة المالية والأمن وتغير المناخ. واكد ايضا اهمية التعاون بين البلدين.

وأعرب عن ترحيبه بالحوار "كخطوة جوهرية تجاه تعزيز علاقة ايجابية وبناءة وشاملة" بين البلدين.

وأعطى الجانب الأمريكي أولوية لم يسبق لها مثيل للحوار الذي يعد الأول من نوعه في ظل حكومة اوباما. وشارك 12 مسؤولا بمستوى وزير او اعلى في الحوار، بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الخزانة تيموثي غايتنر اللذان يشتركان فى رئاسة الحوار نيابة عن الجانب الأمريكي.

-- نظرية "نفس القارب"

يلاحظ على نطاق واسع أن كلينتون اشارت مرارا الى نظرية "نفس القارب" عندما أدلت بتصريحات هامة حول العلاقات الأمريكية - الصينية في مناسبات مختلفة.

وأكدت كلينتون وغايتنر في رسالة مشتركة لصحيفة ((وول ستريت جورنال)) فى طبعتها الصادرة يوم الاثنين، على أهمية الحوار، قائلين "إن هناك عددا قليلا من المشاكل العالمية يمكن حلها من قبل الولايات المتحدة أو الصين فقط، كما ان هناك عددا قليلا من المشاكل العالمية يمكن حلها بدون الولايات المتحدة والصين سويا."

وذكر العضوان البارزان بالادارة الامريكية فى خطابهما "ان قوة الاقتصاد العالمى، وسلامة البيئة العالمية واستقرار الدول الضعيفة ومواجهة تحديات حظر الانتشار النووى يتوقف فى جزء كبير منه على التعاون بين الولايات المتحدة والصين."

وذكر الخطاب "لكن هذه المناقشات الاستراتيجية مع نظرائنا الصينيين ستساعد على بناء الثقة وارساء علاقات لمواجهة اكثر التحديات خطورة اليوم -- وللاجيال القادمة."

واشار الوزيران الامريكيان الى المثل الصينى "عندما تكونوا في نفس القارب، ينبغي أن تعبروا النهر معا بسلام." للتعبير عن أملهم فى تعزيز التعاون بين البلدين. وأصبحت الصين حاليا أكبر دائن لواشنطن برصيد 801.5 مليار دولار أمريكي في اذون الخزانة، حسبما ذكرت وزارة الخزانة الامريكية .

-- الشغل الشاغل لكل من البلدين

ولاحظ المراقبون هنا أن كلا من الصين والولايات المتحدة تعطيان أولوية للقضايا الاقتصادية وتضعها على رأس اجندتهما.

وقالت كلينتون وغايتنر في الرسالة المشتركة لصحيفة ((وول ستريت جورنال)) "إنه على رأس القائمة ستكون قضية تحقيق الانتعاش من اخطر ازمة اقتصادية دولية منذ عدة اجيال، وضمان النمو العالمى المتوازن والمستدام عندما يتحقق الانتعاش."

وقالا ان الاولويتين الثانية والثالثة هما "تحقيق تقدم في القضايا المترابطة المتعلقة بالتغيرات المناخية وقضية الطاقة والبيئة" و "اكتشاف طرق تكميلية لمواجهة تحديات الأمن والتنمية في المنطقة وفى أنحاء العالم."

ويعتقد على نطاق واسع أن الصين والولايات المتحدة تتقاسمان نفس المصالح في مساعدة الاقتصاد العالمى على تحقيق الانتعاش السريع. فقد استمر الاتجاه النزولي للاقتصاد العالمي الذي اضر بالبلدين وبقية دول العالم، منذ اندلاع الأزمة المالية في الولايات المتحدة العام الماضي.

-- نطاق واسع من القضايا يحتاج إلى تعاون أوثق

ويعتبر الحوار الذي يستمر ليومين والذي لن يشمل المسائل الثنائية فقط بل القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك ايضا، يعتبر على نطاق واسع احد احدث المؤشرات على النمو المطرد للعلاقات الصينية-الأمريكية رغم تغير القيادة في البيت الأبيض في يناير.

ومنذ تولى الرئيس أوباما منصبه، أظهرت الصين والولايات المتحدة للعالم إشارة قوية من خلال التعاون الوثيق في معالجة الأزمة المالية العالمية. كما حقق البلدان تقدما في تعاونهما في مجالات الاقتصاد والتجارة ومكافحة الإرهاب وانفاذ القانون والعلوم والتعليم والثقافة والصحة.

من جهة أخرى، عمل البلدان على توسيع نطاق التعاون الثنائى بينهما بشكل كبير، ليشمل المزيد من القضايا متعددة الأطراف.

ويقول المراقبون انه على الرغم من الخلافات حول بعض القضايا، الا انه من المتوقع أن تستمر العلاقات الصينية-الأمريكية فى التطور في النصف الثاني من هذا العام حيث اتفق البلدان على اقامة تعاون اكبر بينهما.

وقد قبل أوباما دعوة هو لزيارة الصين في وقت لاحق من هذا العام. ويتوقع المحللون الأمريكيون أن الزيارة الرئيس الامريكى ستساعد على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة.