وثيقة سياسات الصين إزاء أفريقيا

BJT 16:39 05-11-2009
 

أصدرت حكومة الصين ((وثيقة سياسات الصين ازاء أفريقيا)) في بكين 12 يناير 2006، وفيما يلي نصها الكامل:

وثيقة سياسات الصين إزاء أفريقيا

يناير 2006

مقدمة

منذ بداية القرن الجديد ظل الوضع الدولي يشهد تغيرات عميقة ومعقدة باستمرار، وتتطور العولمة تطورا معمقا. لا يزال السلام والتنمية الموضوع الرئيسي للعصر الراهن، وصيانة السلام و دفع التنمية وتعزيز التعاون هى رغبة مشتركة لشعوب مختلف الدول، كما أنها تيار تاريخي لا يقاوم. وفى الوقت نفسه تزداد تأثيرات عوامل غير محددة وغير مستقرة في الوضع الدولي، وتتشابك مختلف القضايا الأمنية بعضها ببعض. قضية السلام لم تحل بعد، وأصبحت قضية التنمية أكثر بروزاً .

الصين أكبر دولة نامية بالعالم، تسعى وراء التنمية سلمياً، تنتهج سياسة خارجية سلمية متمثلة في الاستقلال والتمسك بأخذ زمام المبادرة، وترغب في تطوير العلاقات الودية مع جميع دول العالم وتعزيز الصداقة و التعاون من أجل دفع السلام والاستقرار العالميين والازدهار المشترك مع مختلف الدول، على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي.

أفريقيا أكبر قارة تتمركز فيها الدول النامية، و قوة هامة لتحقيق السلام والتنمية في العالم. وسنحت لعلاقات الصداقة التقليدية الصينية الأفريقية فرصة جديدة للتطور في ظل الوضع الجديد. وضعت الحكومة الصينية وثيقة حول سياساتها تجاه إفريقيا هادفة إلى إعلان أهداف سياسات الصين تجاه أفريقيا وإجراءات تحقيقها، وتخطيط التعاون المستقبلي في مختلف المجالات بين الجانبين من أجل دفع العلاقات الصينية الأفريقية إلى تطور مستقر طويل الأجل وتعاون المنافع المتبادلة إلى مستوى جديد باستمرار.

الجزء الأول: مكانة ودور أفريقيا

إن أفريقيا ذات تاريخ عريق وأراض شاسعة وموارد وافرة ولها إمكانيات تطور كامنة كبيرة. عبر النضال الطويل الأمد تخلص الشعب الأفريقي من قيود الحكم الاستعماري، وأزال نظام الفصل العنصري، وحقق الاستقلال والتحرر، مما قدم إسهاماً عظيماً لتقدم الحضارة البشرية.

بعد استقلالها عملت الدول الأفريقية بحماسة على اكتشاف طرق تنمية متطابقة مع واقعها، التضامن لتحقيق القوة الذاتية، السعي وراء تحقيق السلام والاستقرار والتنمية. وبفضل الجهود المشتركة التي بذلتها مختلف الدول الأفريقية ومنظمة الوحدة الأفريقية- الاتحاد الإفريقي حاليا، تشهد أفريقيا استقراراً في وضعها السياسي عامة، وتحل النزاعات الإقليمية تدريجياً وواصل اقتصادها نموه خلال السنوات الماضية. كما رسمت خطة "الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا" (نيباد) خارطة عظيمة لنهوض وتنمية أفريقيا. شاركت الدول الأفريقية بنشاط في تعاون الجنوب- الجنوب، ودفعت الحوار بين الجنوب والشمال، ولعبت دوراً متزايد الأهمية مع مرور الأيام في الشؤون الدولية.

لا تزال تواجه تنمية إفريقيا تحدياتٍ كثيرة. لكن طالما ظلت الدول الأفريقية تواصل جهودها، و المجتمع الدولي يواصل دعمه لها، فيمكن لأفريقيا التغلب على الصعوبات وتحقيق نهضة في القرن الجديد.

الجزء الثاني: العلاقات الصينية الأفريقية

تعود الصداقة الصينية الأفريقية إلى تاريخ قديم، ولها أساس متين. وكانت الصين وأفريقيا قد تعرضتا لمعاناة متشابهة في الماضي، وظلتا تتعاطفان مع بعضهما البعض وتدعمان بعضا في نضالهما لتحقيق التحرر الوطني، فأقامتا صداقة عميقة بينهما.

إن تأسيس الصين الجديدة واستقلال الدول الأفريقية فتحا عصراً جديداً لعلاقاتهما. منذ أكثر من نصف قرن، توثقت العلاقات السياسية بين الجانبين ولم تنقطع الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى وتكثف تبادل الأفراد، وتطورت العلاقات الاقتصادية والتجارية تطوراً سريعاً، وحقق التعاون بينهما في المجالات الأخرى نتائج فعالة، وتعزز التشاور والتنسيق بينهما في الشؤون الدولية يوماً بعد يوم. قدمت الصين للدول الأفريقية مساعدات بقدر المستطاع، كما قدمت الدول الأفريقية دعماً قوياً للصين في مختلف المجالات.

إن الصداقة المخلصة والمساواة والمنفعة المتبادلة والتضامن والتعاون والتنمية المشتركة هي مبادئ للتعامل والتعاون بين الصين وأفريقيا، كما أنها ظلت قوة دافعة لازدهار العلاقات الصينية الأفريقية دائما.

الجزء الثالث: سياسة الصين تجاه أفريقيا

ويظل تعزيز التضامن والتعاون مع الدول الأفريقية جزءاً هاماً من السياسة الخارجية السلمية الصينية المتمثلة في الاستقلال والأخذ بزمام المبادرة.وثابرت الصين علي توارث وتطوير الصداقة التقليدية مع أفريقيا بعزم وثبات، وانطلاقاً من المصالح الأساسية للشعب الصيني والشعوب الأفريقية تقيم وتطور الصين نمطاً جديداً من الشراكة الاستراتيجية مع الدول الأفريقية قائماً على المساواة والثقة المتبادلة سياسياً، وتعاون الربح المشترك اقتصادياً، والتبادل والاستفادة المتبادلة ثقافياً. وفيما يلي المبادئ والأهداف العامة للسياسة الصينية تجاه أفريقيا:

- الإخلاص والصداقة والمساواة. تتمسك الصين بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي وتحترم خيار الدول الأفريقية المستقل لطريق التنمية الملائم لها، وتدعم تضامن الدول الأفريقية لتحقيق قوتها الذاتية.

- المنفعة المتبادلة والازدهار المشترك. تؤيد الصين الدول الأفريقية في التنمية الاقتصادية والبناء ، وتجري تعاوناً متنوع الأشكال في مجالات الاقتصاد والتجارة والتنمية الاجتماعية، وتدفع التنمية المشتركة لهما.

- التأييد المتبادل والتنسيق الوثيق. تعزز الصين التعاون مع أفريقيا في المنظمات المتعددة الأطراف بما فيها الأمم المتحدة لتأييد كل منهما للمطالب العادلة للآخر ودعواته المعقولة، وتواصل مناشدة المجتمع الدولي للاهتمام بالسلام والتنمية في أفريقيا.

- التعلم من بعض، والسعي وراء تحقيق التنمية المشتركة. ستعمل الصين وأفريقيا على الاستفادة من بعضهما البعض في خبرات الإدارة والتنمية، وتعززان التبادل والتعاون في مجالات العلوم والتعليم والثقافة والصحة، وستدعم الصين الدول الأفريقية في بناء قدراتها، وتعملان معاً على استكشاف طرق التنمية المستدامة. إن مبدأ صين واحدة هو الأساس السياسي للصين في إقامة وتطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية. وتقدر الحكومة الصينية التزام معظم الدول الأفريقية بمبدأ صين واحدة وعدم تطوير علاقات رسمية وزيارات رسمية مع تايوان، ودعم قضية توحيد الصين. وترغب الصين في إقامة وتطوير علاقات رسمية مع الدول التي لم تُقم علاقات دبلوماسية مع الصين على أساس مبدأ صين واحدة.

الجزء الرابع: تعزيز التعاون الصيني الأفريقي في كل المجالات